top of page

على مر العصور تبقى النزعة المتعطشة إلى السيطرة وبسط النفوذ رغبة دفينة تضرب بجذورها في أعماق النفس البشرية، فمهما تطور البشر وتغذت عقولهم بالعلم وتشربت به ، تبقى هذه النزعة الشرارة التي تشعل فتيل الحروب الطاحنة بينهم منذ الأزل.

وفي زمن من الأزمان التي مرت على كوكب الأرض المليء بالحياة ، بلغ العلم والتطور لدى الإنسان مبلغاً عظيماً والذي استعمل في صناعة أسلحة فتاكة شُنّت بها حرب ضروس تسببت في تدمير الكوكب بشكل كبير، حتى أصبح الناس غير قادرين على مواصلة العيش على ظهره بأي شكل من الأشكال، فقاموا بصناعة مدن فضائية خارج كوكب الأرض وهاجروا إليها وعاشوا هناك عقوداً عديدة. لكن بسبب نقص الموارد الأساسية للحياة (ماء - طعام - ... ) على هذه الكواكب المصطنعة، شارف الناس على الموت والهلاك، ولم يجدوا بُداً من العودة إلى كوكبهم الأم وموطنهم الأصلي بعد أن اطمئنوا إلى أن الحياة عادت لتزهر فيه من جديد.

عادوا إلى كوكب الأرض غرباء خاليين الوفاض وضائعين، فقد عادت الحياة إلى كوكب الأرض لكن ما فُقَِد منها جرّاء الحروب كان أكثر بكثير مما عاد، فقد تبدلت الأرض غير الأرض وخسر الناس الكثير والكثير من المعلومات والقدرات التي كان يمتلكها أسلافهم وعمروا فيها الأرض قبل نشوب الحروب. فقرروا أن يعملوا من جديد جنبا إلى جنب ويتعاونوا فيما بينهم لإعادة اعمار كوب الأرض من الصفر، فبدأوا بدراسته وجمع المعلومات المتناثرة عنه. لكن للأسف "عادت حليمة إلى عادتها القديمة"! فمرة أخرى حينما وصلوا إلى ذروة التقدم والازدهار، سرعان ما عادت تلك النزعة المتعطشة للدمار للاشتعال من جديد في النفوس البشرية لتعيد تفجير الحروب والقتال.

MainFooters.png
bottom of page